جديدنا
بنت الطوارق: أهلا وسهلا بكم بنت الطوارق: يرحب موقع بنت الطوارق بجميع الزوار...ونعلن رغبتنا في مشاركاتكم ونصائحكم ... بنت الطوارق: المسؤولية هي مسؤولية جماعية لا فردية .

الخميس، 25 ديسمبر 2008

النطاق الجغرافي ....


ينتشر الطوارق عبر مساحة واسعة على تخوم الصحراء الإفريقية الكبرى، تضم كافة دول المغرب العربي الخمس وأربع دول افريقية أخرى هي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، إلا أن الغالبية منهم تتمركز أساسا في جمهوريتي مالي والنيجر وفي الجزائر وليبيا. وعلى امتداد تاريخهم الطويل، كانت البداوة وحياة الرعي والترحال بحثا عن مواطن الكلأ، هي السمات الغالبة على مجتمع الطوارق، دون أن تحدهم حدود سياسية أو جغرافية في هذا النطاق الجغرافي الممتد من أعماق الصحراء إلى حدود نهر النيجر وبحيرة تشاد.

ولم يغير الاستعمار الفرنسي كثيرا من عادات الطوارق وحياتهم الاجتماعية ونمط عيشهم، حيث لم يستطع إخضاعهم لسيطرته الكاملة طوال ستين عاما منذ مطلع القرن العشرين.

غير أن ما عجز الاستعمار عن تغييره طوال ستة عقود استطاع عاملان، سياسي وطبيعي، أن يغيراه في اقل من ربع هذه المدة.

فمع قيام الدول المستقلة في المنطقة، وجد الطوارق أنفسهم موزعين بين بلدان متعددة لكل منها نظامها الخاص وحدودها الجغرافية التي تمنع، نظريا على الأقل، اختراقها وتجاوزها إلا بضوابط وشروط سياسية وأمنية، لا اعتبار فيها لعوامل التواصل الإنساني والوحدة الاجتماعية بين أبناء شعب واحد مزقت السياسة أوصاله ولم تكن الجغرافيا أكثر إنصافا أو أحسن حالا بالنسبة إليه.

وفي أوائل السبعينات الماضية جاء العامل الطبيعي المتمثل في الجفاف الذي عم المنطقة ليضع عبئا إضافيا على الطوارق وعلى نسيجهم الاجتماعي وطبيعة حياتهم التي ألفوها طوال قرون وقرون.

وهكذا بدأ الطوارق في مختلف مناطق تواجدهم يبحثون عن مناطق أخرى في محيطهم الجغرافي اقل وطأة وقسوة على ما تبقى من قطعان إبلهم ومواشيهم التي قضى الجفاف على معظمها، وعن وسائل عيش جديدة لم يكن الكثيرون منهم قد اعتادوها من قبل، مما دفعهم نحو المدن والحواضر الأقرب إليهم، وأحيانا إلى اجتياز الحدود بين الدول، والاحتكاك مع المجموعات العرقية الأخرى في دولهم أو في الدول المجاورة لها ومع سلطات هذه الدول أيضا.

وقابلت حكومات الدول المعنية الطوارق المحليين والنازحين بكثير من الخشونة والقمع، مع محدودية إمكانيات هذه الدول لمواجهة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المتفاقمة، واضطر الطوارق في كثير من الحالات إلى حمل السلاح ضد حكومات الدول التي ينتمون إليها، لدفع الظلم والقهر أحيانا ولنيل بعض الحقوق المسلوبة أحيانا أخرى.

0 التعليقات:

  © Blogger templates Psi by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP